تفوزُ علينا قِدْرهم فنُديمها ... ونفثؤها عنا إذا حميها غلا
هذا مثل، قدرهم حربهم يريد نُسكنها إذا فارت. يقال أدْم قدرك فيسوطها حتى تسكن، ومنه الحديث: " لا يبولن أحدكم في العلماء الدائم " نفثؤها نكسرها. وقال أبو ذؤيب:
فجاءَ بها ما شئت من لطَميّةٍ ... يدوم الفراتُ فوقُها ويموج
أي يموج مرة ويسكن أخرى. وقال الجعدي:
مُصابِينَ خِرصانَ الوشيجِ كأننا ... لأعدائنا نُكبٌ إذا الطعن أفقرا
الخُرص القناة والخرص السنان وجمعه خِرصان، مصابين أي حادريها، والوشيج الرماح، نكب متحرفين متهيئين للطعن، أفقر أمكن يقال أفقرك الصيد أي أمكنك، ويقال رماه من فقرة - أي من قريب ورماه من كَثب. ويقال فلان يصابي الرمح أي يميله للطعن.
ومثله قول الأجدع الهمداني:
خَيلانٌ من قومي ومن أعدائهم ... خفضوا أسنتَهم وكلّ ناعِ
خفضوا للطعن، وكل ناع يقول: يا لثَارات فلان أو - يا فلاناه - ونحو ذلك. وقال الجعدى:
حتى لحِقناهم تعدِي فوارسُنا ... كأننا رَعن قفٍّ يرفغ الآلا
تعدي أي تستحضر خيلها، يقال عدا الفرس وأعديته أنا، والرعن أنف الجبل، يعني أنها تنزو في السير كما ينزو الرعن في الآل.