إلي: إليكَ عِذرة بعد عذرةٍ ... فقد يبالغ الشرّ السديل المشهرُ
يريد يبالغ الشر المشهر السديل، يعني ستر الملك يريد أن الشر إذا جاء لم يمنع من سرداق الملك ولم يهبهم فكيف من دونهم. وقال الفرزدق
أبا مَعقلِ لولا حواجز بيننا ... وقُربي ذكرناها لآل المجبّر
إذا لركبنَا العام حدَ ظهورهم ... على وقُر أندابه لم تغَفّرِ
أندابه جروحه لم تغفر لم تيبس وتجلب. وقال طرفة:
وأنا امرؤ أكوى من القَصر ال ... بادي وأغشى الدَهَم بالهم
القصر داء يأخذ في العنق فلا يقدر صاحبه أن يلتفت، يقول من كان معرضا عني كأن به قصرا داويت ضغنه. وقال ابن حِلزة لعمرو بن كلثوم:
أيها الناطق المرّقش عنا ... عند عمرو وهلْ لذاكَ بقاء
لا تخلنا على غَراتكَ إنا ... قبل ما قد وَشى بنا الأعداءُ
روى أبو عمرو: المقرّش، وقال: هو المحرش، وقوله: وهل لذاك بقاء - أي أنه كذب فإذا نظر فيه بطل. لا تخلنا لا تحسبنا جازعين لأغرائك الملك بنا فإنا قد مر بنا من سعاية الأعداء ما لا نجزع معه من وِشايتك.