أرادوا يقول في هجائهم هوى وأنا أمنع من ذلك كهذه الناقة. وفيه قول آخر يقول أنا وهم كامرأة في صدرها ضغن على قوم فهي تمشي في الرفاق تشكوهم، يقول فأنا على آل لأم كهذه المرأة لأن في قلبي حنقاً عليهم.
وقال طرفة يهجو:
ويشرب حتى يغمر المحض قلبه ... وإن أعطه أترك لقلبي مجثما
المحض اللبن الحليب، يقول أن أعطيت ما أعطى لم أصنع ما أعطى لم أصنع صنعه ولكني أدع في قلبي مجثماً للرأي والهموم.
وقال الطرماح يمدح رجلاً ويهجو آخرين:
يمسي ويصبح جوفه من قوته ... وبه لمختلف الهموم مجارى
ويبيت جلهم يكت كأنه ... وطب يكون إناه بالأسحار
يكت من الكتيت وهو الهدر الضعيف، ويقول كأنه وطب يضطرب، وإناه وقته الذي يمخض فيه.
وقال آخر: طرفة:
فما ذنبنا في أن أداءت خصاكم ... وأن كنتم في قومكم معشراً اءدرا
إذا جلسوا خيلت ثيابهم ... خرانق توفي بالضغب لها نذرا
شبه أدراتهم بالخرانق أولاد الأرانب، والضغيب أصواتها والأدرة لها صوت. وقال النابغة الجعدي: