فاستورأت بفريّ كاد يجعله ... طيرورة زفيان الحرجف الزجل
فاستورأت مرّت على نفار، والفري العدو الشديد، وزفيان صوت، والحرجف ريح ممتدة، والزجل المصوت ويقال زفيان من زفاه يزفيه أي استخفه وطرده، يقول كاد طرد الريح له أن يجعل عدوه طيراناً والظليم يستقبل الريح إذا عدا وكلما اشتد عصوف الريح كان أشد لعدوه.
وقال أبو عبيدة: وإنما يستقبلها لأنه إن استدبرها أكبته فيضع عنقه على ظهره ثم يخرقها، قال غير أبي عبيدة: والثور أيضاً يستقبل الريح إذا عدا.
وقال عبدة بن الطبيب يصف الثور:
مستقبلُ الريحِ يهفو فهو مبتركٌ ... لسانُهُ عن شمالِ الشدقِ معدولُ
والثور إذا عدا أخرج لسانه من الشدق الأيمن وعدله إلى الأيسر. والذئب يستقبل الريح إذا عدا يشم أرواح جرائه وغيرها.
قال طفيل:
كسِيدِ الغضا الغادي أضلّ جراءه ... على شرفِ مستقبِلِ الريحِ يلحَبُ
وقال الأخطل يصف الظليم والنعامة:
تعاوَرَا الشدّ لما اشتدّ رفعهما ... وكان بينهما من غائطٍ وشعِ