ويسطعُ أحياناً فينتسبُ
أي يرفع رأسه فيتبين لك أنه ظليم، وقال يصف النعامة:
كأنها دلوُ بئرٍ جدّ ماتحها ... حتى إذا ما رآها خانَها الكربُ
الماتح الذي يستقي على البكرة، يقول حين ظهرت الدلو له فرآها انقطع الكرب وهو العقد على خشب الدلو فهوت في البئر فشبه سرعة النعامة بسرعة الدلو في تلك الحال.
وقال امرؤ القيس يذكرهما:
إذا راحَ للادحيّ أوباً يفنها ... فترمدّ من إدراكهِ وتحيضُ
أوباً مساء يقال أبت الحي أتيته مساء، قال الأخطل:
ولو يشاؤون آبوا الحيّ أو طرقوا
والطروق ليلاً، يفنها يطردها والفانّ الطارد، وترمد تسرع.
وقال الأعشى يذكرهما:
يتباريانْ ويَخشيانْ إضاعة ... ملثِ العشيّ وإن يغيبا يُفقدا
يتباريان في العدو ويخشيان إضاعة الفراخ، ملث العشي اختلاط الظلام، وإن يغيبا عن الفراخ تجد الفراخ فقدهما، وقال أبو النجم:
ورفَعَ الظليمُ من لوائهِ ... إشراف مُرديّ على صُرّائِه
لواؤه عنقه، شبهها بمردى قد أشرف على رأس الملاح يرفعه ويقذف به في الماء.
وضُم صُعدا جانبي خبائهِ ... ضمُّ فتي السوءِ على عطائهِ