الوحشي الأبيض، وكانوا يتطيرون من المغرب ويتشاءمون به، أي فكأني ذلك لكراهتهم للنظر إليّ.
وقال ابن كراع يذكر ناقة:
كأن خيالَ الذئبِ دفوفها ... إذا ما غدتْ فُتلا مَرافقُها دُفقا
يقول هي خفيفة كأن ظلالها ظلال الذئب من خفتها، ويروى: كأن خروف الذئب، يريد كأن ولد الذئب ينيّب في جنبها فتعدو، والفتل أن يفتل المرفق عن الإبط فلا يحزه ولا ينكُته، دفقاً متدفقة بالعدو.
وقال مغلِّس بن لقيط:
فما لكم طُلساً إلى كأنكم ... ذئابُ الغضا والذئبُ بالليلِ أطلسُ
أي سواده يشبه سواد الليل فهو في الليل أخفى يريد أنه يختطف الشاة وهم لا يعملون، وقال آخر يصف ذئب:
أطلسٌ يخفي شخصَه غبارُه ... في شدقهِ شفرتهُ ونارهُ
وقال ابن أحمر وذكر بقرة وولدها:
طلت تُماحِلُ عنه عسعساً لحِماً ... يغشى الضراءَ خفياً دونه النظرُ
تماحل عن ولدها أي تخادع وتماكر، والعسعس يغشى الضراء أن يستتر فيما يواريه ليختل، خفياً دونه النظر، يقول لا يتبينه الناظر لطلسته ولأنه على لون الأرض في الغبرة.