فتحت أذنيك للدساسين فأفسدوا ما كان بيننا إفسادًا لا يرجى له صلاح، ومزية زكي مبارك أنه لا يجامل ولا يصانع فأعرف الآن أن ما بيننا قد انقضى وأنك كنت من الآثمين".

والقصة معروفة فقد رفض طه حسين تجديد عقد الدكتور زكي مبارك وأخرجه من الجامعة وبدأت الحملة.

8- مقالات مجلة الصباح 1:

الذي بيننا لم يكن خلافا في الرأي وإنما هو قتال عنيف بين شخصين، فالدكتور طه يرى أنني كنت تلميذه ومن واجب التلميذ فيما يزعم أن لا يخالف الأستاذ، وأما أنا فأرى الدكتور طه رجلا قليل العلم والمعرفة بالأدب العربي, وأراه استمرأ السطو على آراء المستشرقين وأراه في حياته العلمية نموذجا للفوضى والقلق والاضطراب, قد تقولون: وكيف سكت زكي مبارك عن نشر عيوب طه حسين وهو يصاحبه منذ خمسة عشر عامًا وأجيب بأن الدكتور طه ابتدأ التدريس في الجامعة المصرية قبل أن يقدم الدراسات الأدبية فكان منذ سنين مستور العيوب, على أن الخواص يعرفون أنني بدأت أعارضه منذ 1927 حين اطلعت على عجزه الفاضح وعرفت أنه يعيش من سرقة آراء الأدباء والعلماء.

وأنتم تعرفون أني رجل صريح لم تستطع الأيام أن تروضني على المجاملة والمداراة فلم يكن بد من أن يعرف الدكتور طه أنني لا أحترمه ولا أحترم مسالكه الأدبية ولا أحترم تهافته الفاحش على موائد الأحزاب, وكذلك هدته غريزته إلى وجوب محاربتي في عملي في الجامعة وساعده على ذلك ناس كنت شجًا في حلوقهم, وكان هو في أنفسهم مثال الخادم الأمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015