المعارف (صفحة 776)

«دارا بن دارا» .

وكان ينزل «بابل» . فخرج «الإسكندر الرومي» عليه، وغصبه ملكه وقتله، ثم دخل أرض «فارس» ، فأكثر من القتل والسبي والإخراب، وأمر بإحراق كتب دينهم، وأمر بهدم بيوت نيرانهم، وخلف على كل ناحية وطائفة ملكا ممن كان أسر من أشراف أهل «فارس» ، فامتنع كل امرئ منهم، وحمى حوزته، فهم ملوك «الطوائف» ، ولم يزل الأمر كذلك أربعمائة وخمسا وستين سنة. وكان «أردشير بن بابك بن ساسان» ، أحد ملوك «الطوائف» على أرض «إصطخر» ، وهم من أولاد الملوك المتقدمين، قبل ملوك «الطوائف» ، فرأى أنه وارث ملكهم، فكتب إلى من كان بقربة من ملوك «فارس» ، ومن نأى عنه من ملوك «الطوائف» ، يخبرهم بالذي أجمع عليه. من الطلب بالملك، لما فيه من صلاح الرعية، وإقامة الدين والسنة، وكتب كتابا، صدره: بسم الله ولى الرحمة بابكار من «أردشير» ، المستأثر دونه بحقه، المغلوب على تراث آبائه، الداعي إلى قوام دين الله وسنته، المستنصر باللَّه الّذي وعد المحقين الفلج، وجعل لهم العواقب، إلى من بلغه كتابي هذا من ولاة «الطوائف» .

سلام عليكم بقدر ما تستوجبون من معرفة الحق، وإنكار الباطل والجور.

فمنهم من أقر له بالطاعة، ومنهم من تربص به حتى قدم عليه، ومنهم من عصاه فصار عاقبة أمره، إلى القتل والهلاك، حتى استوثق له أمره. وهو الّذي/ 322/ افتتح الحصن، وهو بإزاء «مسكن» ، وكان ملك «السواد» متحصّنا فيه. و «العرب» تسميه: السّاطرون. قال أبو دواد [1] :

وأرى الموت قد تدلّى من الحضر ... «1» على ربّ أهله [2] السّاطرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015