قال أبو محمد:
كان «يعرب بن قحطان» سار إلى «اليمن» في ولده وأقام بها، وهو أوّل من نطق بالعربية من ولد «آدم» ، وأوّل من حياه ولده بتحية الملوك: أبيت اللعن، وأنعم صباحا.
و «اليمن» كلها من ولده. وولد ل «يعرب» : يشجب بن يعرب. وولد ل «يشجب» سبأ بن يشجب. وكانت الملوك في ولده. ويقال: إنه سمى: سبأ، لأنه أوّل من سبى السبي من ولد «قحطان» .
فأوّل الملوك من ولده: حمير بن سبإ، ملك حتى مات/ 305/ هرما.
ولم يزل الملك في ولد «حمير» لا يعدو ملكهم «اليمن» ، ولا يغزو أحد منهم، حتى مضت قرون، وصار الملك إلى «الحارث الرائش» .
الحارث الرائش:
وكان «الحارث» أوّل من غزا منهم، وأصاب الغنائم، وأدخلها «اليمن» ، وبين «الرائش» وبين «حمير» خمسة عشر أبا، فيما يقال. وسمى: الرائش، لأنه أدخل «اليمن» الغنائم والأموال والسبي، فراش الناس.
وفي عصره مات «لقمان» صاحب النّسور. و «لقمان» ، هو الّذي بعثته «عاد» في وفدها إلى «الحرم» ليستسقي لها، فخير بقاء سبع بقرات سمر من أظب، أو عفر في جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر، كلما هلك منها نسر،