حبيب، من صلة، يغالى بعضهم فيها فيجعل ابن قتيبة عالة على ابن حبيب في كتابه «المحبر» لا يكاد يكون له في كتابه «المعارف» غير شيء من تحوير، وشيء من تشكيل، وشيء من إضافات تاريخية، تشمل تلك السنين المعدودة التي عاشها ابن قتيبة بعد ابن حبيب، والتي بلغت ثلث قرن تنقص عنه قليلا، فلقد كانت وفاة ابن حبيب سنة 245 هـ، وكانت وفاة ابن قتيبة سنة 276 هـ.
أجل لقد ضمنت مقدمتي تفصيلا اتسعت له صفحات ثمان (63- 70) أثبتّ فيه ما لابن قتيبة في هذه القضية وما عليه، وناقشت ما جرى على ألسنة القدماء تلميحا أو تصريحا حول هذه الدعوى.
ولقد استقصيت في ذلك ما وسعني الاستقصاء، وكما عرضت للآراء بالحجة العقلية عرضت لها بالحجة النقلية، فوازنت بين نصوص من الكتابين- أعنى المعارف والمحبر- جاءت حول غرض واحد، كما وازنت بين أسلوب هذا وأسلوب ذاك، ونهج هذا ونهج ذاك، لأنتهى إلى ذلك الرأى القاطع الّذي انتهيت إليه.
3 ولكن الشيء الّذي لم أكن أملك حجته عن مشاهدة واستقراء، حين أخرجت طبعتى الأولى من كتاب «المعارف» ، هو الموازنة بين كتاب «المعارف» وكتاب آخر لابن حبيب هو «المنمق» ، لذا سقت هناك عنه كلمة عابرة.
ولقد كان هذا الحكم الّذي سقته حينذاك أن هذا الكتاب- أعنى المنمق- يضم أبواب المحبر أو أكثرها- مقدمة الطبعة الأولى: 69- معتمدا في حكمي هذا على كلمة الختام التي عقب بها الأستاذ الفاضل «محمد حميد الله» على كتاب «المحبر» .
ولم يكن كتاب «المنمق» بين يدي، كما لم يكن ثمة نص آخر يكشف شيئا عن أبواب كتاب «المنمق» ومحتوياته ومنهجه، نعم، لم يكن بين يدي عن كتاب المنمق- غير ما ذكره الأستاذ «محمد حميد الله» ، هذا إذا استثنينا قلة من مراجع لم تذكر عن الكتاب غير اسمه مع تخليط في موضوعة فقد ذكر