وفي هذه السنة بنى ب «بوران» . وبعث «المأمون» إلى «محمد بن على بن موسى» ، وهو «ابن الرّضى» ، فأقدمه، فزوّجه ابنته، وأذن له في حملها إلى «المدينة» ، فحملها. ووجه «محمد بن حميد» لقتال «بابك» فالتقوا، فقتل «محمد بن حميد» سنة أربع عشرة ومائتين. وعقد «المأمون» ل «عبد الله بن طاهر» [على «الجبال» وحرب الخرّمية. وأمر أخاه «أبا إسحاق» باتخاذ الأتراك، وجلبهم. وكتب إلى عبد الله بن طاهر [1] . وهو ب «الدّينور» من أرض «الجبل» ، أن يتوجه إلى «خراسان» . وبعث «عليّ بن هشام» ، لمحاربة «بابك» ، ثم توجه «المأمون» إلى «طرسوس» في المحرم سنة خمس عشرة ومائتين، فغزا «الروم» ، وافتتح حصن «قرّة» و «خرشنة» ، و «صمالو» «1» [2] ، ثم انصرف إلى «دمشق» ، ثم مضى إلى «مصر» ، ثم عاد إلى «دمشق» ، ثم توجه إلى «الروم» ، سنة سبع عشرة ومائتين. وفي هذه السنة قدم عليه «عجيف» ب «عليّ بن هشام» فقتله وأخاه وفيها مات «عمرو بن مسعدة» ب «أذنة» ، وفيها فتحت «لؤلؤة» ، وأمر ببناء «طوانة» «2» ، ثم عاد «المأمون» ، فصار إلى «الرّقة» ، ثم عاد إلى بلاد الروم، فمات على نهر «البذندون» «3» ، لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، فحمل إلى «طرسوس» ، ودفن بها.
وكانت خلافته- منذ قتل «محمد» - عشرين سنة. وعقبه كثير.