وأما «يزيد بن معاوية» فيكنى: «أبا خالد» . وولى الخلافة، وأقبل «الحسين بن على» - رضى الله تعالى عنهما- يريد «الكوفة» ، وعليها «عبيد الله ابن زياد» من قبل «يزيد» ، فوجه إليه «عبيد الله» «عمر بن سعد بن أبى وقاص» فقاتله، فقتل «الحسين» - رحمة الله تعالى عليه ورضوانه- وهاجت فتنة «ابن الزبير» ، فأخرج من كان ب «المدينة» من «بنى أمية» . فوجه «يزيد» «مسلم بن عقبة المري» في جيش عظيم لقتال «ابن الزبير» ، فسار بهم حتى نزل «المدينة» ، فقاتل أهلها وهزمهم، وأباحها ثلاثة أيام. فهي وقعة «الحرّة» .
ثم سار «مسلم بن عقبة» إلى «مكة» ، وتوفى بالطريق، ولم يصل، فدفن ب «قديد» .
وولى الجيش «الحصين بن نمير السّكونى» ، فمضى بالجيش، وحاصروا «عبد الله بن الزبير» ، وأحرقت «الكعبة» حتى انهدم جدارها، وسقط سقفها، وأتاهم الخبر بموت «يزيد» ، فانكفئوا راجعين إلى «الشام» .
فكانت ولاية «يزيد» ثلاث سنين وشهورا. وهلك ب «حوّارين» - من عمل «دمشق» - سنة أربع وستين، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.
فولد «يزيد بن معاوية» : خالدا،/ 179/ وعبد الله الأكبر، وأبا سفيان، وعبد الله الأصغر، وعمر، وعاتكة، وعبد الرحمن، وعبد الله- الّذي يلقب بأصغر الأصاغر- وعثمان، وعتبة الأعور، ويزيد، ومحمدا، وأبا بكر، وأم يزيد، وأم عبد الرحمن، ورملة.