المعارف (صفحة 170)

وسار إليهم ملك الروم ومعه الأشبان [1] والصقالب وملك الأندلس، فتشاجروا أيضا واقتتلوا، فأهلك الله بعضهم ببعض.

ثم أحدثوا وغيّروا، ورغب بعضهم عن بيت المقدس، وضارعه بمسجد ضرارا «1» ، فزلزل بهم ذلك المسجد، وشدخوا بخشبة.

ثم غزاهم بعد ذلك «بخت نصّر» ، فرغبوا إلى الله وتابوا، فردّه الله عنهم بعد أن فتحوا المدينة وجالوا في أسواقها.

فهذه المرّة الأولى التي ذكرها الله عز وجل فقال: فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ 17: 5- 6. «2» ثم أحدثوا بعد ذلك أيضا، فبعث الله «أرميا» النبيّ ليخبرهم بغضب/ 24/ الله عليهم، فقام فيهم بوحي الله، فضربوه وقيّدوه وسجنوه. فبعث الله عند ذلك «بخت نصّر» ، وهي الكرة الأخرى التي ذكرها الله عز وجل، فقال: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً 17: 7. «3» فقتل منهم وصلب وأحرق وجدع، وباع ذراريهم ونساءهم، ومثّل بهم كل مثلة. وصارت طائفة منهم إلى مصر ولجئوا إلى ملكها. فسار «بخت نصّر»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015