وأودعت في خزانة المكتبة في معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن كما احتفظت لنفسي بنسخة أخرى، وكم أثلج صدورنا أن نعثر على نسخة أخرى في ألمانيا، ويرجع الفضل في حصولنا عليها للدكتور كريمر إذ تفضل فأهداني نسخة "مايكروفيلم" لمخطوطة ألمانيا، وكان ذلك أثناء مؤتمر المستشرقين الدولي في مدينة كمبردج عام 1954.
وقابلت كذلك هناك المستشرق "ريتر" رئيس القسم العربي في فرانكفوت بألمانيا، فذكر كيف أنه سافر إلى بغداد عقب الحرب العالمية الأولى، وأشرف على شراء ونقل كثير من المخطوطات النادرة التي كان أهمها العين، وقد أودعت في مكتبة برلين، ولكنها نقلت من هناك إلى مكتة جامعة "نيوبنجن" خوفًا عليها من إغارات الحلفاء عندما صوبوا أهدافهم نحو برلين.
ولا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن عدم وجود كتالوج مطبوع لمخطوطات المتحف العراقي ببغداد يعد عاملًا كبير فيما ظنه بروكلمان. كذلك دائرة المعارف الإسلامية من أن المخطوطة مفقودة. وما ورد لألمانيا حديثًا بعد أن طبع الكتالوج الكبير في آخر القرن التاسع عشر مما لم يطبع بعد لم يتمكن بروكلمان رغم ولوعه بالبحث، والتنقيب من العثور عليه1 ومخطوطة بغداد تقع في 800 صفحة أما مخطوطة برلين فتزيد عنها بحوالي أربعين صفحة. وقد قدر العلامة الكرملي أن الطبع قد يستغرق ثلاثة أضعاف الخطوطة، ووضع عدد الصفحات 2500 من القطع المتوسط هذا طبعًا عدا جزء خاص بالفهارس.
والآن وقد أصبحت المخطوطة بين أيدينا، فإنه يمكنا الاعتماد عليها في بحث ومناقشة المسائل التي أثيرت حول تأليف الكتاب، كما يمكننا أن نرى إلى