الصنف الثالث: حصل منهم إقامة بين أظهرهم ولم يتبين منهم ما تبين1 من الصنفين وهؤلاء قسمان: مستطيع للهجرة وغير مستطيع والله أعلم بحالهم:

وهؤلاء لم يظهر2 في العلانية ما يستدل به على السريرة بل ربما ظهر منهم كراهة الباطل والفساد والمعاصي وهم على خطر والله أسأل أن يمن على الجميع بالتوبة النصوح:

الصنف الرابع: أناس نفروا في الابتداء وجاهدوا وصبروا لكنهم بعد ذلك لم يستقيموا على ذلك وحصل لم فتنة صاروا فيها فرقا فعسى الله أن يتداركهم برحمته وأن يتوب عليهم إنه هو التوب الرحيم:

وأما الصنف الخامس: فهم3 الذين ثبتوا ولم يمكنوا منهم عدوا وصبروا على ركوب الأهوال في جميع الأحوال نسأل الله لنا ولهم الثبات على الإسلام والاستقامة على الإيمان والفضل الله تعالى على من ثبت واستقام وصبر على أذى الخلق في طاعة الحق وبالله التوفيق:

ووجدت لعالم الحجاز ومفتيهم الإمام محمد بن أحمد الحفظي4 فصلا نافعا فيما وقع من الفتنة بالحجاز بعد وقعة بسل5 المعروفة وما جرى في تلك المدة من الافتتان عن الدين وذكر: أن الله أطفأ نار المفسدين وأطلع نور الموحدين ولكنه قد حصل في تلك المدة الماضية أمور عظام هي أكبر الذنوب وأعظم الآثام قد بلغ الشيطان فيها مراده ممن كان يدعي الإسلام.

منها: أن منهم من كره6 ما أنزل الله في كتابه من شرائع الدين ومنهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015