يسير إلى الله بين مشاهدة منة الله عليه ومطالعة عيب نفسه "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي" 1.
وأما الفاجر فقلبه خال من خشية الله آمن من مكر الله يمضي في الغلة والمعاصي قدما قدما.
فيا حجبا من صاحب هذه الورقة مالذي يؤمنه [و] 2 قد تلطخ بما تلطخ به والمعاصي بريد الكفر وكان الواجب عليه أن يغص من العبرات ويسيل الدموع في الخلوات والجلوات على مافرط فيه من الطاعات ووقع منه من المفرطات فاهتمامه من نفسه لنفسه أولى من الاهتمام بما قيل أو يقال فلو صح عن أحد لكان فيه إجمال ويتطرق إليه الاحتمال. على أنه لس من قبيل المحال الذي لا ينسب إلا إلى الطغام والجهال.
فأين الأسباب المؤمنة لهذا المسكين من أن يقع في زيغ الزائغين وطريقه3 الأئمة المضلين فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" 4
وأما شتمه لخواص المسلمين5 من أهل الهجرة والدين وتسميتهم بالجهال الطغام فهو دليل على إعجابه بنفسه ورضاه بعلمه وذلك من أكبر الذنوب وأعظم العيوب فإنه من تدبر القرآن وتفكر فيما قصه الله تعالى عن أهل الكتاب وأمثالهم من أهل الفهم والرأي – وأنهم تركوا الحق الذي بعث الله به رسوله بعد ظهوره واختاروا لأنفسهم أسباب الردى