وزيادة عبد الجبار عليه قوله:
ومر في آثارهن مقيدا
وتصدير هذا العجز بقوله: أقيد بالسبق مليح جدا.
ومن مليح أخذه المستحسن قوله من أخرى.
لهم رياض حُتوف فالذُّباب بها ... يَشدوهُم في الهوادي كلما اقتحمُوا
بيض يضعن المنايا السّودَ صارخةً ... وهي الذّكور التي افُتضت بها القمم
أخذه من قول أبي نصر عبد العزيز بن نباته السعدي:
ومن العجائب أنّ بيضَ سيوفه ... تلد المنايا السّودَ وهي ذُكورُ
إلا أنه زاد عليه، وبعد ما ساواه في المقابلة، بذكر البيض والسود. وذكر الذكورية مع ذكر الوضع الذي ذكره في موضع تلد بقوله: صارخة، إذ من شأن المولود أن يستهل صارخا عند الوضع. وكذلك الواضعة تصرخ أيضاً حالة الطلق، فتمم بهذه الزيادة قوله: يضعن المنايا السود.
كما زاد عند ذكر الذكور، وتمم المعنى بقوله: افتضت بها القمم، فجعل سيلان دماء القمم بذكور الصوارم كسيلان دماء العذارى لدى افتضاض ذكور الرجال لها، وهذا من سر الشعر المخزون، وعلمه المكنون. وفي البيت الذي وطأ به نوع من أنواع البديع يسمى التويرة، وهو قوله:
لهم رياضُ حثتوف فالذّباب بها ... يَشُدوهم في الهوادي كلَّما اقْتَحموا