في عنقه ما يتصل بحبل الوريد؛ وحمل إلى السجن الذي بباب حميدة، على حالة مذمومة بكل لسان غير حميدة؛ ثم احضر في موطن جرت العادة فيه بضرب رقاب أهل الظلم والعدوان، وهو يحجل في قيوده ويضطرب اضطراب الخيزران؛ ثم أمر بإطلاقه بعد هوان، وخوف غلب على أمان. ثم أمر بإحضار كتبه وهي التي ورثها من أبيه، وكانت تقاوم مالاً جسيما وتساويه، في كل صنف تشتمل عليه من الرأي وفيه؛ فأوردت النار وبئس الورد المورود، فأحرقت فسمع للنار تسعسع ورئي لهما وقود، واحترق الكاغد وانزوت الجلود، وذلك يوم يؤرخ به مشهود.

أنشدني الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون، قال: أنشدنا الفقيه المفتي أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن أبي تليد شيخنا لنفسه:

حَالِي مع الدَّهر في تَقلُّبه ... كطائرٍ ضَمَّ رجلهَ شَرَكُ

فهمُّه في فَكاك مُهْجِته ... يَرُوم تَحْليصَها فتَشْتبكُ

وأصل اللمم في اللغة: الهم بالخطيئة من جهة مقاربتها، وحديث النفس بها من غير مواقعتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015