شريح بن محمد الرعيني، وعلى الفقيه القاضي العالم اللغوي النحوي أبي محمد عبد الله ابن الوحيدي. ثم لزم القاضي أبا الفضل عياض بن موسى مدة مديدة، وأعواماً عديدة، وكان فقيه الدرس والنفس، وإن كان حكى عنه ابن خاقان في قلائده أنه كان يحضر مجالس الأنس. فالتوبة بإجماع محاءة للذنوب، مذهبة للمجون والعيوب. وقد استصلح في كبرته للقضاء وقضى، ولم يقض إلا وهو عدل رضى.
فمما أنشدنيه لنفسه، وكتبته من خطه:
ذَكر العهدَ والدّيارَ غريبُ ... فجرَى دمعُه ولجَّ النَّحيبُ
إذ صفاءُ الوِداد غيرُ مَشُوب ... بتَجنٍّ، وودُّنا مَشْبوب
وإذِ الدهر دّهْرُنا وإذا الدا ... رُ قريب وإذ يقول الرَّقيب
وقِيَان الأوتار تُسدها الأطْ ... يار والروض زاهرٌ مَهضْوُب
ووِشَاحِي مَعاصمٌ لوِت الشَّو ... ق علينا وظاهرتُها القلوب
وفِراشي بَطْنٌ وصَدْر ونَهْدٌ ... وعليها مِنِّي رَفيقٌ طبيب
واللَّما والرُّضابُ كأسي وخَمْري ... حّبَذا الكأسُ حّبَذا المَشْروب
وحِمَى الأزْر لِي مُبَاحٌ وحُكْمِي ... نافِذٌ فيه والفعالُ ضُروب