خمس وستين، وقد شرح كتاب الجمل، وانفرد من الفضل بمفصله والجمل. وتوفي رحمه الله بحضرة مراكش يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة، ودفن ضحى يوم الأربعاء، سنة سبع ستين وخمسمائة. فمن شعره:
أبا قاسِمٍ والهوى جِنَّةٌ ... وها أنا من مَسّهِا لم أفقْ
تَقَحَّمْتُ جَاحِمَ نَار الضُّلوع ... كما خُضت بَحر دُموع الحَدق
أكنتُ الخليلَ أكنتُ الكليمَ ... أمنتُ الحريقَ أمنت الغَرقَ
ومنهم شاعر المغرب الأقصى، ومفخره في صناعة المحاكاة والتخييل؛ وإن كان له غلو في الأمداح، وإفراط في الاختراع والأقتداح؛ فربما ثنى عنانه إلى مدح اللطيف الخبير، وروى ظمأه ذلك العذب النمير، وهو:
ابن حيوس
أبو عبد الله محمد بن حسين بن عبد الله بن حبوس
بالباء بنقطة واحدة من أسفل، مولى بني أبي العافية، الذين ملكوا المغرب الأقصى، في أيام بني أمية الأندلسيين. وأصلهم من تازا، من أهل تسول، من بني مجدول، منهم. وتسول: كانت حاضرة ملكهم، ومنتظم سلكهم؛ فذهبت أيامهم، وتقلص إنعامهم، وتلك عادة الله، وسنته في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا.