كأنّ قُدامَي النَّسْر والنَّسْرُ واقعٌ ... قُصصْنَ فلم تَسْمُ الخَوافِي به ضُعْفا

كأنّ أخاهُ حِين دوَّم طائراً ... أتَى دون نِصْف البدرِ فاختطف النِّصفا

كأنّ الهَزِيعَ الآبنُوسي لَوْنُه ... سَرَى بالنَّسيج الخُسْروانّي مُلتفّا

كأنّ ظلامَ اللّيل إذ مال مَيْلَةً ... صَريعُ مُدَام بات يَشْربها صِرْفا

كأنّ عَمُودَ الفَجْر خاقانُ مَعْشر ... من التُّرك نادىَ بالنجاشي فاسْتَخفى

كأنّ لِواء الشّمس غُرّةُ جَعفرٍ ... رأى القِرْن فازدادَت طَلاقَتُه ضِعْفا

وبقية شعر هذا الرجل قعاقع وجعاجع، وثالثة الأثافي والرسوم البلاقع.

والخسرواني: الحرير الرقيق الحسن في الصنعة، منسوب إلى خسرو، أحد ملوك الأكاسرة.

ومنهم الأديب، الشاعر الأريب:

أبو جعفر أحمد بن عبد الولي البتي

وبتة: قرية من قرى مدينة بلنسية. وكان كثير التصرف، مليح التظرف. أنشدني له غير واحد من أهل مدينة بلنسية:

غَصَبْت الثُّريّا في البِعادِ مكانَها ... وأودعت في عينَّي صَادِقَ نَوْئِها

وفي كُل حالٍ لم تزاليٍ بَخيلةً ... فكيفَ أعرتِ الشّمسَ حُلَّة ضوئِها

أحرقه القنبيطور - لعنه الله - في حين تغلبه على بلنسية وذلك في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015