ومنهم شاعر قرطبة وزعيمها، ونخبة بني مخزوم وضميمها، ذو الوزارتين:
أحمد بن عبد الله بن أحمد
فمن قصائده التي ضربت في الإبداع بسهم، وطلعت في كل خاطر ووهم، ونزعت منزعاً قصر عنه حبيب وابن الجهم:
أضحى التنائي بَديلاً من تَدانينا ... وناب عن طِيب لُقْيانا تَجافينَا
بِتْمُ وبِنِّا فما ابتلَّت جوانحُنا ... شَوْقاُ إليكم ولا جَفَّت مآقينا
تكاد حين تُناجيكم ضمائُرنا ... يَقْضي علينا الأسَى لولا تأسِّينا
حالتْ لفقدكُمُ أيّامُنا فغَدتْ ... سُوداً وكانتْ بكُم بيضاً لَيالينا
إذ جانبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تألِّفنا ... ومَوْرد اللَّهو صافٍ من تَصافِينا
وإذ هَصَرنا غُصون الأنس دانيةً ... قُطوفُها فجنينَا منه ماشِينَا
لِيُسق عهدُكُم عهدُ السرور فما ... كُنتم لأرواحِنا إلاّ رياحِينا
مَن مُبْلغُ المُلبِثينَ بانتزاحِهمُ ... حُزناً مع الدّهرِ لا يَبلى ويُبْلينا
أنّ الزّمان الذي ما زال يُضحكنا ... أنساً بقُربهمُ قد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدَا من تَساقينا الهوَى فدعَوْا ... بأنْ نَغَصَّ فقالَ الدهرُ آمينا