وأخذه مسلم بن الوليد فقال:

قد عَوَّد الطيرَ عاداتٍ وَثِقْنَ بها ... فهنّ يَتْبَعْنَه في كُل مُرْتَحِل

وأخذه أبو تمام فقال:

وقد ظُلّلت عِقْبانُ أعلامه ضُحًى ... بعِقْبان طَيْرٍ في الدّماءِ نَواهلِ

أقامتْ مع الرّاياتِ حتى كأنَّها ... من الجَيْش إلاَّ أنَّها لم تُقَاتل

وكلهم قصر عن النابغة الذبياني في قوله:

إذا ما غَزَوا بالجَيْش حَلَّق فوقهم ... عَصائبُ طَيْرٍ تَهتدي بعَصائب

جَوانحَ قد أيقنَّ أنَّ قَبِيلَه ... إذا ما التَقى الجْمَعان أولُ غالب

لهنَّ عليه عادةٌ قد عَرَفْنها ... إذا عُرِّضَ الخَطُّىُّ فوق الكَواثب

وإنما قلنا إنهم قصروا عن النابغة لأنه زاد في المعنى واحسن التركيب. ودل على أن الطير إنما أكلت أعداء الممدوح. وكلامهم كلهم مشترك محتمل ضد ما نواه الشاعر. وإن كان أبو تمام قد زاده في المعنى على أن الطير إذا شبعت ما تسأل أي القبيلين الغالب. وقد أحسن أبو الطيب المتنبي في قوله:

له عَسْكرَا خَيْلٍ وطَيرٍ إذَا رمَى ... بها عسكراً لم يَبق إلا جَمَاجِمُه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015