حدثنا به المحدث العدل أبو القاسم بن بشكوال، عن الحافظ الثقة أبي محمد بن يربوع عن الثقة أبي محمد بن خزرج عنه، قصة جرت لابن عبد ربه، مع الكاتب أبي حفص عمر بن قلهيل في التسمع على جاريته مصابيح. واتفق أن اجتاز أحمد بن محمد بن عبد ربه بدار أبي حفص عشية فقرع سمعه من طيب الغناء ما استوقفه، وأراد الدنو من الباب. وقيل، إنه صب عليه من العلية ماء بل ثيابه، فلم يردعه ذلك عن طلب الازدياد في السماع. فعدل إلى مسجد بقرب الدار، وسأل المعلم فيه أن يأتيه بدواة وبياض يكتب فيه، فجاءه بهما فكتب، إلى قلهيل رقعة فيها:

بسم الله الرّحمن الّرحيم. طاولتَك النِّعم وطالت بك. إنا لَمسنا سماءَ لَهوك، (فَوَجَدْنَهَا مُلِئَت حَرَساً شَديداً وشُهُباً. وأنَّا كُنَّا نَقعُدُ منهَا مَقَعِدَ للَّسمع، فَمَن يَستَمعِ الآنَ). . . إلى آخر الآية. وفي ذلك أقول:

يا مَن يضَنّ بصوت الطائر الغَرِد ... ما كنتُ أحسَبُ هذا الضَّنّ في أحَدِ

لو أنّ أسماعَ أهلِ الأرض قاطبةً ... أصغتْ إلى الصّوت لم ينقُص ولم يَزد

لولا اتقائي شِهاباً منك يُحْرقني ... بنَاره لاستَرقتُ السّمع من بُعُد

لو كان زريابُ حياًّ ثم أسمَعه ... لماتَ من حَسد أو ذَاب من كَمَد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015