حينًا، ثم هرب، وأنشأ يقول:

أَتَيْتُ مُهاجِرينَ فَعلَّمُونى ... ثلاثةَ أَسْطُرٍ مُتَتَابِعَات

كِتَاب الله في رَقٍ صَحيحٍ ... وآياتِ القرآنِ مُفصَّلاتِ

فَخَطُّوا لى أَبا جَادٍ وقَالُوا ... تَعَلَّمْ صَعْفَضًا وقرِيساتِ

وما أنا والكتابةَ والتَّهَجِى ... وما خطُّ البنينَ مِنَ البَنَاتِ

انتهى ما نقلته مختصرًا مما نقله المحشِّى من كتاب "أَلِف با" (?). وهو قد يدل على أنهم كانوا أولًا يُعلِّمون الهجاء على ترتيب أَبجد، وكنت قرأت في بعض الكتب أن الحروف الأبجدية فرع عن السُّريانية، لأنها على ترتيبها، فلعل عدولهم عن تعليمها الصغار -مع كَوْن الجُمل على ترتيبها، والحاجة داعية إِليه في أمور كثيرة، منها الزيج- ليس إِلا لِشُبّهة قامت عندهم، أو للأحاديث الواردة الدالة على أن هذا الترتيب الجاري عليه التعليم هو المتلَقَّى عن صاحب الشريعة المطهرة عليه الصلاة والسلام.

ثم إِن ما ذكره المحشِّى في ترتيب الأبجدية من الشعر وغيره إِنما هو على طريقة المغاربة دون ما عليه إِمام المشارقة الغزالي (?) وغيره. وينبنى على اختلاف الطريقتين الاختلاف في أعدادها بالجُمل.

والخلاف بينهما في أعداد ستة أحرف، وهي: السين والصاد (المهملتان)، والشين والضاد والظاء والغين (المعجمات).

فالسين عندنا بستين، وعندهم بالثلاثمائة التي هى عدد الشين المعجمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015