وكذا إِن وقع بعدها فعل مُحْتَمل للنصب على أنها المصدرية، والجزم على أنها المفسرة، و"لا" ناهية نحو: {أَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى} [النمل: 31] (?) و {أَن لا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} [فصلت: 30] (?) فمن قال: إِنها المصدرية: وصل، ومن قال: إنها المفسرة أو المخففة من الثقيلة: فصل؛ أي أثبت النون.
وأما قول الجلال السيوطي (?) في {أَن لا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} [الإِسراء:2] (?) على قراءته بالفوقية تكون "لا" ناهية و"أن" زائدة (?) فقد تعقبه الكرخي (?) بأن الأولى أن يقال: "أن" مفسرة لأن هذا ليس من مواضع زيادة "أن" بل ذلك في نحو: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا} [العنكبوت: 33] كما نقله المحشي (?).
هذا حاصل التفصيل بين التي توصل والتي تقطع على مذهب الجمهور كما في (الشافية) (?) تبعًا لابن قتيبة (?) في (أدب الكاتب) (?) وكذا الحريري (?) في (الدرة) حيث قال: "ومن الغلط أنهم إِذا ألحقوا "لا" بـ"أن" حذفوا النون في كل موطن وليس ذلك على عمومه، بل الصواب أن تعتبر موقع "أن" ... " إلى آخر ما قاله (?).