لكن لا يُوصل منها إلا ما رُكّب مع "مِائَة"، بأن قيل "ثَلَثمائة" و"سِتُّمِائة" وغيرهما من الآحاد المضافة إِلى "مائة"، وإن قَصَر في (الدُّرَّة) الوصْلَ على "ثلاث" و"ست"، قال: "لأنهم لما حذفوا الألف من "ثلاث" جبروها بالوصل. وكذلك "الست" فيها نَقْصٌ، إِذْ أصلها: "سدس" (?).
وغير الحريري (?) يجعل الوصل عامًا فيما بعد "الثلاث" إِلى "التِّسْع".
ويقول الفقير: لعل ذلك للتخفيف، وللتمييز بين إِضافة الآحاد إِلى "المِائة" فتُوصل بها، وبين إِضافة الكسور إِليها فتُفصل منها. مثلًا: "خَمْسُمِائة" و "سَبْعِمائة" و"ثَمنَمِائة" المفتوحة الأوائل تُوصل، بخلاف المضمومة الأوائل من "خُمْس مِائة" و"سُبْع مِائة" و"ثُمْن مائة"، وإن كانت نادرة الاستعمال.
ثم أقول أيضًا: مثل بَعْلَبَّك من المركبات المزْجية في أسماء الناس أو البلاد أو مطلقًا "طُغْرُلْبَك" و"سُبُكْتِكِين" و"باَبِشَاد" و"قَاضِيخَان" و"سكباج" و "خُشْكَنَان" (?) و"كليكَرب" و"كيقباد" و"سكَنْجَبِين " و"ترنجبين" و "كسبند" و"دَسْتَبَنْد" (?) و"عَيْنَتَاب" و"دَارَ بْجِرْد" و"أَلبأَرْسلان" و " بُخْتَنَصَّر" و"شَهِنْشَاه"،، وأصله: "شاهان شاه"، بمعنى ملك الملوك، على قاعدة العَجَم من تقديم المضاف إِليه على المضاف كالصفة على الموصوف غالبًا.