= أما الطريق الثانية فهي ضعيفة أيضًا وفيها علتان:
1 - الانقطاع بين عبد الله بن موهب، وعثمان رضي الله عنه.
2 - في الإسناد "عبد الملك بن أبي جميلة" وهو مجهول.
وعليه فالحديث ضعيف ولكن الجزء المرفوع منه له شواهد يرتفع بها إلى درجة الصحة.
1 - فقوله "وإنه بلغني أن القضاة ثلاثة ... الحديث" يشهد له حديث عبد الله بن بريدة عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أنه قال: "القضاة ثلاثة، قاض في الجنة، وإثنان في النار، قاض عرف الحق فقضى به فذلك في الجنة، وقاض قضى بالجهل فذلك في النار، وقاض عرف الحق وجار في الحكم فهو في النار".
أخرجه أبو داود في سننه (4/ 5: 3573)، والترمذي في سننه (3/ 613: 1322)، وابن ماجه في سننه (1/ 776: 2315)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 117)، والحاكم في المستدرك (4/ 90)، وقال "صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي"، وابن عدي في الكامل (2/ 459، 4/ 16، 6/ 151)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 878: 1656، 1657، 1658).
والحديث صحيح بمجموع طرقه إن شاء الله. انظر التلخيص الحبير (4/ 185)، وإرواء الغليل (8/ 235).
2 - وقوله: "من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ".
يشهد له حديث عائشة رضي الله عنها، أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: "لقد عذت بعظيم، إلحقي بأهلك".
أخرجه البخاري في صحيحه (9/ 268: 5254)، والنسائي في سننه (6/ 150: 3417)، وابن ماجه في سننه (1/ 661: 2050)، والدارقطني في سننه (4/ 29)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 342)، والحاكم في المستدرك (4/ 35)، =