= وإذا قيل مثل هذا في الراوي توقف الناقد في تصحيح حديثه الذي ينفرد به. اهـ.
نعم، من قيل فيه مثل هذا تُوقف في تصحيح حديثه الذي ينفرد به، لكن حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ليس كذلك، بل روي من طريق أخرى:
فقد أخرجه النسائي (6/ 170)، وابن أبي شيبة (4/ 183)، وإسحاق بن راهويه، كما في اللآليء (2/ 172)، من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، فذكره.
قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل. اهـ.
وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف.
وقد خالفه هارون بن رئاب، وهو ثقة، كما في التقريب (568).
فرواه هارون عن عبد الله بن عبيد بن عمير، فذكره مرسلًا.
أخرجه الشافعي في مسنده (289)، وعبد الرزاق في مصنفه (7/ 98: 12365)، وقال البيهقي (7/ 154): ورواه ابن عيينة، عن هارون بن رئاب مرسلًا.
وأخرجه النسائي في السنن (6/ 67)، من طريق حماد بن سلمة وغيره، عن هارون بن رئاب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد الكريم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ابن عباس.
وكذا أخرجه البيهقي (7/ 154)، من الطريق نفسها لكن قال حماد بن سلمة: قال أحدهما عن ابن عباس، فذكره بنحوه.
قال النسائي: هذا الحديث ليس بثابت، وعبد الكريم ليس بالقوي، وهارون بن رئاب أثبت منه، وقد أرسل الحديث، وهارون ثقة وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم. اهـ.
وعليه، فالصواب أن هذه الطريق مرسلة، وإذا ضمّت إلى الطريق الأولى التي صححها النووي، والمنذري، وابن حجر، زال الإشكال الذي لأجله توقف السيوطي عن تصحيح الحديث، والعلم عند العليم سبحانه. =