= من لايزال دمعه مقنعًا ... فإِنه لا بد مرة مدفوق
فقال أبو بكر: ليس كذاك يا بنية. ولكن {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. وسنده صحيح.
وتابعه أنس بن عياض. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 399) من طريق أنس بن عياض، عن هشام به. وفي آخره سؤاله عن موت النبي وكفنه -كما في رواية البخاري المتقدِّمة-.
وتابع هشامًا: مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة به.
أخرجه ابن حبان (الإحسان 5/ 16). ومجاهد، قال في التقريب (250: 6484): صدوق.
وقد ورد الأثر من طريق آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 198)، قال: أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن سمية، أن عائشة قالت:
من لا يزال دمعه مقنعًا ... فإِنه لا بد مرة مدفوق
فقال أبو بكر: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}.
ورجاله ثقات إلاَّ سمية هذه، قال في تهذيب التهذيب (12/ 426): بصرية، روت عن عائشة، وعنها ثابت البناني. وفي التقريب (748: 8610): مقبولة، من الثالثة.
قلت: فحديثها صحيح إذا توبعت، وقد توبعت في رواية عروة -كما تقدم-.
فالأثر صحيح لغيره من طريق عروة. وصحيح لغيره من طريق سمية.
وأخرجه ابن أبي الدنيا -كما في تفسير ابن كثير (4/ 98) -، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان، أخبرنا عباد بن عباد، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال: فذكره. ولفظه: إن عائشة قالت: حضرت أبي رضي الله عنه وهو يموت وأنا جالسة عند رأسه، فأخذته غشية فتمثلت ببيت من الشعر:=