= قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا الحديث من منكرات ابن لهيعة. اهـ.
وقد حكم عليه بالنكارة أيضًا الهيثمي والبوصيري كما تقدم.
قلت: وهذا الحديث قد تعارض مع أحاديث أخرى صحيحة، منها:
1 - ما رواه أحمد في مسنده (6/ 118)، وابن سعد في الطبقات (2/ 235)، وأبو يعلى في مسنده (8/ 353: 4936)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 382)، كلهم من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال لي أبي، إن عائشة قالت له: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرًا عجيبًا، وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت تأخذه الخاصرة فيشتد به جدًا، فكنا نقول: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة. ثم أخذت رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فاشتدت به جدًا حتى أغمي عليه، وخفنا عليه. وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب، فلددناه، ثم سري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأفاق، فعرف أنه قد لدّ ووجد أثر اللدود، فقال: ظننتم أن الله عَزَّ وَجَلَّ سلطها عليّ، ما كان الله يسلطها عليّ والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلَّا لدّ إلَّا عمّي، فرأيتهم يلدونهم رجلًا رجلًا. قالت عائشة: ومن في البيت يومئذِ فتذكر فضلهم، فلدّ الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فلددن امرأة امرأة، حتى بلغ اللدود امرأة منا. قال ابن أبي الزناد: لا أعلمها إلَّا ميمونة، قال: وقال بعض الناس أم سلمة، قالت: إني والله صائمة، فقلنا: بئسما ظننت أن نتركك وقد أقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلددناها والله يا ابن أختي إنها لصائمة.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 755): وفي رواية ابن أبي الزناد هذه، بيان ضعف ما رواه أبو يعلى بسند فيه ابن لهيعة من وجه آخر عن عائشة -فذكر حديث الباب-. =