الصلحاء الأتقياء، وبه يستنير ويقتدى السعداء. وإذا كان ما ذكرت كما ذكرت، فإنه لما تطلب الأمر مني اختيار موضوع يكون لهذه الرسالة عنوانًا، ولنيل هذه الدرجة العلمية ميزانًا، آثرت أن يكون هذا الموضوع من آثار سلفنا الصالح، الذين بآثارهم -بعد كتاب الله- سعدنا، وبما خلفوه لنا تبصرنا، وبما أولوه سنَّة رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من جهد نعمنا.

مع يقيني أني لست لذلك أهلًا، لقصور النظر وقلة العلم، وغلبة الهوى والمعاصي، ولله در بلال بن سعد رحمه الله. ثم لله دره حين يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر (?). أهـ.

ورحم الله مجاهدًا حين قال: ذهب العلماء فما بقي إلَّا المتعلمون.

وما المجتهد فيكم إلَّا كاللاعب فيمن كان قبلكم (?). اهـ.

ولما كان لزامًا على المسلم أن يتعلم، وعلى اللاحق أن يقتدي بالسابق، لعل الله يرحمه برحمته إياه، ويرضى عنه برضاه عنه، رأيت أن ألج بابًا مفتوحًا، وأسلك دربًا مسلوكًا، فكان أن اخترت الانخراط في سلك المحققين لكتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ الإِمام، العلاَّمة: ابن حجر العسقلاني رحمه الله، فوقع نصميبي من أول تفسير سورة الإِسراء، إلى نهاية باب مقتل عمر رضي الله عنه من أبواب المناقب.

فاستخرت، واستشرف، وشمرت عن ساعد الجد واستبشرت، لأمور دعتني إلى تحقيق هذا الجزء اليسير من هذا الكتاب الجليل ومن أهمها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015