وشبهات المبطلين، وغلط الواهمين، وانبرى الأئمة للكلام في الرجال جرحًا وتوثيقًا غيرة على دين الله عز وجل وحماية لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
واستكمالًا لحفظ السنة المطهرة قيض الله لهذه الأمة من يدون الأحاديث النبوية فوضعت الجوامع وهذبت الصحاح وحررت المسانيد ورتبت السنن، وكتبت المعاجم، وخرجت الأجزاء الحديثية، واستخرجت الفوائد، وعلقت الأمالي، واعتُنِيَ بالمشيخات، واهتُم بالمستدركات، وتُفُنن في المستخرجات.
فجمعت الأحاديث من خلال الأسانيد المتكاثرة فأصبحت الإحاطة بجملتها مع ضعف الهمم وطول الأسانيد أمراً متعسراً إلاَّ على نوادر الأئمة.
ومن هنا وُجِدَت الرغبة لتقريب السنة بين يدي الأمة فظهرت أعمال جيدة ومؤلفات عظيمة في ذلك، وقد اتخذت منهجين:
المنهج الأول: جمع الأحاديث بحسب أطرافها مرتبة على المسانيد ومن هذا الصنف كتاب (تحفة الأشراف) للمزي الذي جمع فيه أطراف الكتب الستة مع معلقات البخاري وشمائل الترمذي والمراسيل لأبي داود وعمل اليوم والليلة للنسائي.
ثم جاء العلامة ابن حجر فألف كتابه (إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة) فجمع أطراف كل من: موطأ مالك ومسند الشافعي ومسند أحمد مع زوائد ابنه والدارمي وابن الجارود وابن خزيمة والحاكم وابن حبان وأبي عوانة والدارقطني وشرح معاني الآثار للطحاوي.
المنهج الثاني: جمع الأحاديث بحسب موضوعاتها، وهذا على ثلاث درجات:
الأول: أحاديث الصحيحين والسنن وقد جمعها ابن الأثير في كتابه "جامع الأصول" كما جمع البوصيري زوائد ابن ماجه في "مصباح الزجاجة".