أخبرني أبي قال: أخبرنا عسل بن ذكوان عن المازني قال: سمعتُ الأصمعيّ يقول: ما سبق النابغة إلى قوله:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلتُ أن المنتأَى عنك واسع
ولا قال أحدٌ من الشعراءِ في هذا المعنى شيئاً أحسن منه سرقه الأخطل من النابغة وغيره، إلاّ أن ترتيب الكلام واحد فقال:
فإن أميرَ المؤمنين وفعلَه ... لكالدهرِ لا عارٌ بما فعل الدَّهرُ
وأخذه الفرزدق فقال:
ولو حملتْني الريحُ ثم طلبتني ... لكنتُ كشيء أدركته مقادرُه
وسرق سلمٌ الخاسر بيت الأخطل والفرزدق فقال:
وأنت الدَّهر مبثوثاً حبائله ... والدَّهرُ لا ملجأٌ منه ولا هربُ