بأكبرهم فقال: قمْ فخذ سيفي فاطعن حيث آمرك به. فقال: يا أبتاه، هل يقتل المرء أباه؟ فأتى على القوم فكلّهم يقول نحوه، حتى انتهى إلى عيينة بن حصن فقال: يا أبتاه، أليس لك فيما تأمرني راحة، ولي بذلك طاعة، وهو هواك؟ قال: بلى، فقمْ فخذ سيفي فضعه حيث آمرك ولا تعجل. فقام فأخذ السيف فوضعه على قلبه، فقال: مرني يا أبتاه كيف أصنع؟ فقال ألق السّيف، إنّما أردت أن أعلم أيكم أمضى لما آمره به، فأنت خليفتي ورئيس قومك من بعدي ثم قال:

ولًّوا عيينة من بعدي أمورَكم ... واستيقنوا أَنّه بعدي لكم حامي

إمّا هلكتُ فإنّي قد بنيتُ لكم ... عزَّ الحياة بما قدّمت قدّامي

حتّى اعتقدتُ لوا قومي فقمتُ به ... ثمَّ ارتحلتُ إلى الجفْنّى بالشامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015