سألت أبا محمد جعفر بن أحمد بن السراج، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وحدثنا عنه، فقال: كان حافظاً كبير السن وأفيد بمصر وتنيس، وقد أقام بالأندلس مدة طويلة، فكنت إذا سمعت كلامه لم تفرق بينه وبين أندلسي، وكان معظماً بالمغرب، وكان له أمرٌ عظيم، قال لي: كتبت كتباً كثيرةً من سماعاتي، بسمرقند، وأنا الآن على أن أمر إليها وأصلها إلى الأندلس، وأمر من هناك إلى مكة وأقيم بها، وأحدث بها إلى حين وفاتي وأظنه توفي في ديار الشام، وكان يقول: ذاكرت عبد الغني بن سعيد بكذا وكذا، وسألت الشيخ عن الحرفي إلى أي شيء هو منسوب، فقال: هذا لفظ متداول البغداديين من يكون محارفاً، يعني مقتر الرزق، يقال: هو حرفيٌّ فلعل أحداً من آبائه كان فقيراً مقتراً عليه فلقب بهذا، وسألته عن مولده؟ فقال: إما في آخر سنة سبع عشرة، أو في أول سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد.
من حديث أبي عمرو بن حكيم
أخبرنا الحاجب وفاء بن تركانشاه بن عبد الله البروجردي، ببغداد بقراءة والده تركانشاه، عليه في داره في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وقال: ولدت في سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ووجد له سماع من أبي نصر الزينبي الراوي، عن المخلص، عن البغوي، ولم يتقن لي قراءته عليه، والرجل لا يعرف إلا بوفاء وسماعه في الأصل مثبت، بخط محمد بن عزيزه الإمام، رحمه الله، وفاء بن تركانشاه وكتب ابن له في نسخة كتبها من الأصل أبو الوفاء محمد فأنكرت أنا ذلك على والده وعليه أيضاً، وقلت: لا تكتب اسمك إلا كما هو مكتوب في سماعك قديماً وتعرف به الآن فرضي بذلك، وسمعنا على أصله على هذه الصيغة.
17- أخبرنا أبو ياسر هبة الله بن محمد بن الحسن بن ماشك البغدادي، بقراءتي عليه، وذكر أنه قد زاد على التسعين، وذلك في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين، قال: أنا أبو الحسين محمد بن سلمان بن الحسن بن الفرج التنيسي القاضي، بتنيس، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل الكاشغري، بمكة، أنا أبو داود سليمان بن نوح الزاهد، حدثني أبو القاسم منصور بن حكيم، حدثني جعفر بن نسطور الرومي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة، وتستغفر له الملائكة، وتسبح أعضاؤه، فإن حدث له في ذلك كان له أجر شهيد ".
18- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات ".
19- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " من قرأ كل يوم قل هو الله أحد ثلاث مرات، والمعوذتين كذلك كفاه الله تعالى أمر الدنيا والآخرة ".