بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. وَبِهِ نَسْتَعِينُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِلَفَةَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْهَا فِي رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ:
(1) أَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ الأَصْبَهَانِيُّ، نَزِيلُ بَغْدَادَ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِبَابِ الْمَرَاتِبِ، بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، فَأَقَرَّ بِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ مِنْ لَفْظِهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ ابْنُ أَبِي قُرَّةَ، بِهَرَاةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجِكَّانِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، نا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ "