إلى أنفسهم (متوَهِّمين ومُوْهِمين) ، فجَنَوا بذلك على أنفسهم، إذ حَسِبوا أنهم على شيءٍ، وعلى العلم، وعلى الناس!!.
الأمر الثاني -الداعي إلى تأليف الكتاب-: هو استثارة الهِمَم، وشَحْذ الخواطر، وتبصير طلاب العلم بما كان عليه سلفهم من العلماء والأئمة، في صبرهم وبذلهم في تحصيل العلم وقراءته وإقرائه.
ولا امْتِراءَ في أثر هذه الأمثلة الحيَّة والصور الصادقة من حياة تلك الصفوة من العلماء، في شَحْذ الهمة وإيقاظها، كما لا تخفى فائدتها في التعرُّف على طرائق أهل العلم في القراءة والمطالعة، والاستبصار بخبراتهم وتجاربهم للوصول إلى طريقةٍ مُثْلى وأسلوبٍ يُحْتَذَى، وليس هذا من التغنِّي بأمجاد الأجداد والركون إليها، ولكنه كشف لصفحة مطويَّة من تاريخنا المجيد، علَّها تُسْهِم في إيقاظ ما فَتَرَ من الهمم، وتُشْعِل ما خبا من العزائم، وقد قال بعضهم: ((الحكايات جند من جنود الله يثبِّت بها من شاء من عباده)) (?) .
- 3 -
إن الناظر في سِيَر العلماء يَخْلُص إلى حقائق مهمة ونتائج واضحة، منها: معرفتهم بقيمة هذه الثروة الهائلة (?) والكنوز العظيمة، لذا فقد