كان من عادة العلماء عَقْد مجالس لقراءة المطوَّلات على اختلاف الفنون (خاصة كتب الحديث المسندة) ، فكان الناسُ يأخذونها عن مؤلِّفيها أو عمن اتصلت بهم روايتها، بالسَّماع لجميعها تارة، أو بسماع شيءٍ منها، والإجازة بباقيها، أو بالإجازة لجميعها، وتناقصَ عقدُ تلك المجالسِ وإسماعِ المطوَّلات طردًا مع تأخُّر الزمن (لعوامل كثيرة) وانْحَسَرَت نوعية الكتب المقروءة في كتب الحديث، خاصَّة المشهورة منها، أو لكتب بعض مشاهير المؤلِّفين.
وهذه المجالس قد تطُوْل وقد تَقْصُر بحسب الغرض من القراءة وتفرُّغ الشيخ، واستعداد الطالب، وموضوع الكتاب (?) .
ولا شك أن قراءة هذه المطوَّلات في مجالسَ معدودة يتطلَّب عددًا من الصفات في الشيخ والطالب، من الخبرة بالكتاب المقروء، وشدة التيَقُّظ، وفصاحة اللسان، وسرعة القراءة، وقبل ذلك وبعده = الرغبة الأكيدة،