ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، لا يجالِسُ الناسَ، وينزلُ مقبُرَة من المقابر، وكان لا يكاد يُرى إلا وفي يده كتابٌ يقرؤه، فسُئل عن ذلك، وعن نزوله المقبُرَة؟ فقال:
لم أرَ أوْعظ من قَبْر، ولا أمنعَ من كتابٍ، ولا أسلَمَ مِن الوَحْدة. فقيل له: قد جاء في الوَحْدة ما جاء! فقال: ما أفْسَدَها للجاهل وأصلحها للعاقل! (?)
قال الجاحظ في ((الحيوان)) (?) : ((ولقد دخلتُ على إسحاق بن سليمان في إمْرَته، فرأيتُ السِّماطَين (?) والرجال مُثُولاً كأنّ على رءوسهم الطير، ورأيتُ فِرشته وبِزَّته، ثم دخلتُ عليه وهو معزول، وإذا هو في بيت كتبِه، وحواليه الأسفاط والرُّقوق، والقماطِر والدفاتر والمساطر والمحابِر، فما رأيته قط أفخمَ ولا أنبلَ، ولا أهيبَ ولا أجزلَ منه في ذلك اليوم، لأنه جمعَ مع المهابَةِ المحبَّةَ، ومع الفخامةِ الحلاوةَ، ومع السُّودَدِ الحِكمةَ)) اهـ.
قال الجاحظ في ((الحيوان)) (?) : ((سمعتُ الحسن اللؤلؤي (?) يقول: