* وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الزركشي (794) صاحب ((البحر المحيط)) وغيره (?) أنه كان يتردد إلى سوق الكتب، فإذا حضره أخَذَ يُطَالع في حانوت الكتبي طول نهاره، ومعه ظهور أوراق يُعلِّق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه.
وقد دوّن كثير من العلماء هذه الفوائد في كتب مفردة، مثل: ((الفنون)) لابن عقيل وهو من أضخم الكتب، و ((الفوائد العونية)) للوزير ابن هبيرة، و ((صيد الخاطر)) وغيره لابن الجوزي، و ((قيد الأوابد)) في (400 مجلد) للدعولي، و ((عيون الفوائد)) لابن النجار في (6 أسفار) ، و ((بدائع الفوائد)) و ((الفوائد)) لابن القيم، و ((التذكرة)) للكندي في (50 مجلدًا) ، و ((مجمع الفوائد ومنبع الفرائد)) للمقريزي كالتذكرة له في نحو (100 مجلد) (?) وتذكرة السيوطي في أنواع الفنون في 50 مجلدًا، وتذكرة الصفدي في مجلدات كثيرة أكثر من (30) منها أجزاء مخطوطة. وغيرها كثير.
ولا يتوهَّمنَّ أحدٌ لاجل ثنائنا وإشادتنا بتقييد العلم وتدوين الفوائد، أنَّا نُقلِّل من أهمية الحفظ ونحط من شأنه، كلاَّ، إذ لا تعارض بينهما بحمد الله تعالى، وهل من ذكرنا خبرهم -قريبًا- في حِرصهم على التقييد ... إلا من أكابر الحفَّاظ!!.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.