وهاهنا يُنبَّه إلى أمور:
1 - لابُد من الموازنة والمزاوجة بين أخذ العلم من الكتب وأخذه من العلماء، فإن العلم وإن كان موْدعًا في بطون الكتب، إلا أن مفاتِحَهُ بأيدي الرجال، كما في المقولة المشهورة (?) .
فلا أقلَّ من أخذ مختصر في كلِّ علمٍ على عالم به متخصِّص فيه (?) ، فبعد أن يُحَصِّل الطالب قاعدةَ الفن وأصوله (?) ، فَلْيَبْنِ عليه حينئذٍ، مع التدرُّج والترقِّي بالقراءة في مطوَّلاته وشروحه، وليحرص مع ذلك كلِّه على مُسَائلَةِ أهل الفن ومذاكرتهم، فإنه كما قال الإمام النووي ((مذاكرة حَاذِقٍ في الفنِّ ساعةَ أنفع من المطالعة والحفظ ساعاتٍ بل أيَّامًا)) (?) .
ولا ينبغي للطالب أن يبالغ في مقدار القراءة والأخذ عن الشيوخ ليقيسَ نفسَه بما سلف من العصور، إذ كان الشيخ والطالب في تفرُّغ تَامّ للقراءة والإقراء، مع قطع العلائق والعوائق، وتمام الأهلية من الجهتين،