الشركات الأجنبية العاملة فيها خاصة في ظل استفادتها من البنية التحتية التي يمولها دافع الضرائب الأردني" (?)، بمعنى آخر، يرى أصحاب هذا الرأي أن القصة كلها تبدأ وتنتهي لخدمة الكيان الصهيوني وذلك بفتح الأسواق العربية لرأسمال الإسرائيلي ليتغلغل في عمق الاقتصادات العربية للتحكم فيها ومن ثم التأثير في القرارات السياسة العربية بوجه عام0 ولا بد من الإشارة هنا أن ظروف توقيع مصر لهذه الاتفاقية أقل ملاءمة من تلك التي وقعت فيها الأردن مثيلتها بحيث أصبحت الفوائد المرتجاة أقل وهو ما يجعل مساوئها أكثر0
وعلينا أن لا ننسى أن ذلك يأتي تحت عنوان (إحلال السلام بين شعوب المنطقة والاستقرار لدولها وتحقيق الازدهار) إكراما لعيون إسرائيل وضمان أمنها وتطورها لتصبح الدولة العظمى في المنطقة0 وما (الحرب على الإرهاب)، واحتلال العراق، وحماية احتلال واستيطان وجرائم شارون في فلسطين، و (مشروع الشرق الأوسط الكبير)، إلا أمثلة مما يوضع وينفذ من مخططات في المنطقة العربية، وهي ليست سوى أساليب وأشكال ومستويات من " التأهيل" لتكون المنطقة مصدر خير وبركة للجميع لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وشريكتها الصغرى المسماة إسرائيل!
الفصل السادس
العلاقات الأمريكية الأوروبية في ظل المشاريع الأمريكية
إن تسليط الضوء على العلاقات الأمريكية الأوروبية وما تريده أمريكا من دول أوروبا فيما يخدم السير بمشروعها للشرق الأوسط الكبير يضعها أمام النظر في نوع العلاقات وطبيعتها ومداها.
فلا بد من فهم الوضع الأوروبي ولو بشكل إجمالي حيث أن أغلبية دول أوروبا مثل إيطاليا والبرتغال ودول شرق أوروبا تدور في فلك الولايات المتحدة إن لم تكن تابعة لها في سياساتها الخارجية.
أما بريطانيا فهي وبعد أن كنستها أمريكا من معظم مستعمراتها ومناطق نفوذها قررت مسايرة أمريكا والمحافظة على البقاء بجانبها وذلك لتحافظ على مصالحها عن طريق تأمين مصالح الدول المتفردة بالعالم وبما يتيح لها البقاء على دور تحرص على وجوده مع كونه دورا شكليا في الموقف الدولي.
ويبقى في الساحة الأوروبية الدولتان الأبرز وهما فرنسا وألمانيا, فألمانيا وان برزت معارضتها لأمريكا في بعض السياسات وخصوصا في حربها على العراق فهذا كما يبدو انه ترتيب أمريكي من اجل قطع الطريق على محاولات فرنسا التأثير على الساحة الأوروبية والدولية.