كُلَّهُ، إِلاَّ ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ، ثُمَّ هَؤُلاَءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قَالَ: قُلْتُ: مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ، لاَ تَعْتَرِيهِمْ، وَتُصِيبُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: لاَ، وَرَبِّكَ لاَ أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا، وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ، حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.
- وفي رواية: عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمَرَّ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِكَيٍّ فِي ظُهُورِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جُنُوبِهِمْ، وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ، قَالَ: ثُمَّ تَنَحَّى فَقَعَدَ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تَقُولُ قُبَيْلُ، قَالَ: مَا قُلْتُ إِلاَّ شَيْئًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ.) ".
- وفي رواية: عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْعَطَاءَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ حِلَقِ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَسْمَالٌ لَهُ، قَدْ لَفَّ ثَوْبًا عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ فِي الْجِبَاهِ، وَبِكَيٍّ فِي الظُّهُورِ، وَبِكَيٍّ فِي الْجُنُوبِ، ثُمَّ تَنَحَّى إِلَى سَارِيَةٍ فَصَلَّى خَلْفَهَا رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تُنَادِى بِهِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إِنِّي كُنْتُ آخُذُ الْعَطَاءَ مِنْ عُمَرَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ دَيْنًا، فَإِذَا كَانَ دَيْنًا فَارْفُضْهُ.
أخرجه أحمد 5/160 (21755) قال: حدَّثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير. وفي 5/167 (21802) قال: حدَّثنا عفان، حدَّثنا أبو الأشهب، حدَّثنا خليد العصري (قال أبو جزي: أين لقيت خليدًا؟ قال: لا أدري) . وفي 5/169 (21817) قال: حدَّثنا عفان، حدَّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو نعامة. وفي 5/169 (21818) قال: حدَّثنا أبو كامل، حدَّثنا حماد، حدَّثنا أبو نعامة السعدي. و"البُخاري" 2/133 (1407 و1408) قال: حدَّثنا عياش، حدَّثنا عبد الأعلى، حدَّثنا الجريري، عن أبي العلاء (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، أَخْبَرنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، حدَّثنا الجريري، حدَّثنا أبو العلاء بن الشخير. و"مسلم" 3/76 (2269) قال: حدثني زهير بن حرب، حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفي 3/77 (2270) قال: وحدثنا شيبان بن فروخ، حدَّثنا أبو الأشهب، حدَّثنا خليد العَصَري. و"ابن حِبان" 3259 قال: أَخْبَرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدَّثنا مؤمل بن هشام، قال: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن الجريري، عن أبي العلاء. وفي (3260) قال: أَخْبَرنا أبو يعلى، قال: حدَّثنا شيبان بن فروخ، قال: حدَّثنا أبو الأشهب، قال: حدَّثنا خليد العصري.
ثلاثتهم (أبو العلاء بن الشخير، يزيد بن عبد الله، وخليد، وأبو نعامة السعدي) عن الأحنف بن قيس، فذكره.
* * *
12278- عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ يَرَوْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟