المسند الجامع (صفحة 6435)

أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالُوا: يَارَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي؟ لاَ تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".

- وفي رواية: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ بِابْنِ أَخٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا ابْنُ أَخِي، وَقَدْ شَرِبَ؟ فَقَالَ عَبْداللهِ: لَقَدْ عَلِمْتُ أَوَّلَ حَدٍّ كَانَ فِي الإِسْلاَمِ، امْرَأَةٌ سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا، فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَغَيُّرًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ".

- وفي رواية: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَاهُ رَجُلٌ بِابْنِ أَخِيهِ، وَهُوَسَكْرَانٌ، فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ هَذَا سَكْرَان، يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ؟ فَقَالَ: تَرْتِرُوهُ، وَمَزْمِزُوهُ، وَاسْتَنْكِهُوهُ، فَتَرْتَرُوهُ، وَمَزْمَزُوهُ، وَاسْتَنْكَهُوهُ، فَوَجَدُوا مِنْهُ رِيحَ شَرَابٍ، فَأَمَرَ بِهِ عَبْداللهِ إِلَى السِّجْنِ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنَ الْغَدِ، ثُمَّ أَمَرَ بِسَوْطٍ فَدُقَّتْ ثَمَرَتُهُ، حَتَّى آضَتْ لَهُ مِخْفَقَةٌ، يَعْنِي صَارَتْ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِلْجَلاَّدِ: اضْرِبْ، وَأَرْجِعْ يَدَكَ، وَأَعْطِ كُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ، قَالَ: فَضَرَبَهُ عَبْداللهِ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَأَوْجَعَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مَاجِدٍ، مَا الْمُبَرِّحُ؟ قَالَ: ضَرْبُ الأَمرّ، قَالَ: فَمَا قَوْلُهُ: أَرْجِعْ يَدَكَ؟ قَالَ: لاَ يَتَمَتَّى، قَالَ: يَعْنِي يَتَمَطَّى، وَلاَ يُرَى إِبْطُهُ، قَالَ: فَأَقَامَهُ فِي قِبَاءَ وَسَرَاوِيلَ، قََالَ: ثُمَّ قَالَ: بِئْسَ، لَعَمْرِ اللهِ، وَالِي الْيَتِيمِ هَذَا، مَا أَدَّبْتَ فَأَحْسَنْتَ الأَدَبَ، وَلاَ سَتَرْتَ الْخَرِبَةَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ، إِنَّهُ لاَبْنُ أَخِي، وَإِنِّي لأَجِدُ لَهُ مِنَ اللَّوْعَةِ، يَعْنِي الشَّفَقَةَ، مَا أَجِدُ لِوَلَدِي، وَلَكِنْ لَمْ آلُهُ، فَقَالَ عَبْداللهِ: إِنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِوَالٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلاَّ أَقَامَهُ، ثُمَّ أَنْشَأَ عَبْداللهِ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، أَوْ فِي الأَنْصَارِ، أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ فِي وَجْهِ

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَادًا، يَعْنِي ذُرَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذَا شَقَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَمَايَمْنَعُنِي؟ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لِوَالٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلاَّ أَقَامَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ".

أخرجه الحميدي 89 قال: حدَّثنا سفيان. و) أحمد (1/391 (3711) قال: حدَّثنا يزيد، أَخْبَرنا المسعودي. وفي 1/419 (3977) قال: حدَّثنا يحيى بن آدم، حدَّثنا سفيان. وفي 1/438 (4168) قال: حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة. وفي (4169) قال: حدَّثنا عبد الرزاق، أَخْبَرنا سفيان

أربعتهم (سفيان بن عيينة، والمسعودي، وشعبة، وجرير) عن يحيى بن عَبْداللهِ بن الحارث الجابر التيمي، عن أبي ماجد الحنفي، فذكره

* * *

9160- عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْداللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

فِي دِيَةِ الْخَطَإِ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي مَخَاضٍ ذُكُورٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015