المسند الجامع (صفحة 3251)

أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِى , فَأَقَمْتُ بِهَا , وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ , فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لاَ

أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ , ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَوَالله إِنِّى لَفِى رَأْسِ عِذْقٍ لِسَيِّدِى أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ , وَسَيِّدِى جَالِسٌ , إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: فُلاَنٌ , قَاتَلَ اللهُ بَنِى قَيْلَةَ , واللهِ إِنَّهُمُ الآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِىٌّ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِى الْعُرَوَاءُ حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِى , قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ , فَجَعَلْتُ أَقُولُ لاِبْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ , مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِى فلَكَمَنِى لَكْمَةً شَدِيدَةً , ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ شَىْءَ , إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ اسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ , وَقَدْ كَانَ عِنْدِى شَىْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ , فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ , صلى الله عليه وسلم , وَهُوَ بِقُبَاءَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِى أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ , وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ , وَهَذَا شَىْءٌ كَانَ عِنْدِى لِلصَّدَقَةِ , فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ , قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: كُلُوا. وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ: قَالَ: فَقُلْتُ فِى نَفْسِى: هَذِهِ وَاحِدَةٌ , ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ , فَجَمَعْتُ شَيْئًا , وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ , صلى الله عليه وسلم , إِلَى الْمَدِينَةِ , ثُمَّ جِئْتُه بِهِ فَقُلْتُ: إِنِّى رَأَيْتُكَ لاَ تَأْكُلُ

الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ , أَكْرَمْتُكَ بِهَا. قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ , صلى الله عليه وسلم, مِنْهَا , وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ. قَالَ: فَقُلْتُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015