المسند الجامع (صفحة 3249)

فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ , وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا , ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ , إِنِّى كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ , وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ , فَإِلَى مَنْ تُوصِى بِى ,وَمَا تَأْمُرُنِى. قَالَ: أَىْ بُنَىَّ , واللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ , لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ , وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ , إِلاَّ رَجُلاً بِالْمُوصِلِ , وَهُوَ فُلاَنٌ , فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ , فَالْحَقْ بِهِ , قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ , لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمُوصِلِ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ إِنَّ فُلاَنًا

أَوْصَانِى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ , بِكَ وَأَخْبَرَنِى أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِى: أَقِمْ عِنْدِى. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ , فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ , فلم يلبث أن مات , فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ , قُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ , إِنَّ فُلاَنًا أَوْصَى بِى إِلَيْكَ , وَأَمَرَنِى بِاللُّحُوقِ بِكَ , وَقَدْ حَضَرَكَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَرَى , فَإِلَى مَنْ تُوصِى بِى , وَمَا تَأْمُرُنِى. قَالَ: أَىْ بُنَىَّ , واللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلاً عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ , إِلاَّ رَجُلاً بِنَصِيبِينَ , وَهُوَ فُلاَنٌ فَالْحَقْ بِهِ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ , فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِى , وَمَا أَمَرَنِى بِهِ صَاحِبِى. قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِى. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ , فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ , فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ , فَوَالله مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ , فَلَمَّا حَضَرَ , قُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ , إِنَّ فُلاَنًا كَانَ أَوْصَى بِى إِلَى فُلاَنٍ , ثُمَّ أَوْصَى بِى فُلاَنٌ إِلَيْكَ , فَإِلَى مَنْ تُوصِى بِى , وَمَا تَأْمُرُنِى. قَالَ: أَىْ بُنَىَّ , واللهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِىَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ , إِلاَّ رَجُلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015