كنا عند البهلول بن راشد، حتى أتاه رجل ومعه ابن له صغير قد أصابه جدري، فكان لا يبصر فقال له: ادع الله لولدي أن يرد عليه بصره.
قال: فقام البهلول وأبو الصبي، والصبي معنا، حتى دخلنا على شقران بن علي فسلمنا.
فقال له البهلول: إن أخانا هذا ليس له غير ابنه الذي معه، وقد ابتلي في بصره، فادع الله أن يرد عليه بصره.
قال له شقران: ادع يا أبا عمرو ونؤمن.
فقال له البهلول: بل أنت يا أبا علي فادع ونؤمن نحن.
فاستقبل شقران القبلة، وهو على سريره، فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: اللهم إن أخانا هذا قد سألنا ما قد علمت، فنسألك أن ترد إليه بصره.
قال: فالتفت الصبي إلى أبيه فقال له: ما هذا؟ فلما سمعها البهلول، أخذ بيد الرجل والصبي، فقام فطرح شقران نفسه على وجهه، فرددنا عليه الباب وتركناه، وخرج الصبي بصيرا.