فقالوا: «عمر بن الخطاب جاء يقعد الحارث بن مسكين على القضاء» .
فرأيت أخذه وسمر مقعده في الحائط، فانصرف، وتبعته حتى دخل زقاق القناديل، فلما أحس بي قال: «ما تريد؟» .
قلت: «أنظر إليك» .
قال: " اذهب إلى الحارث، فاقرأه السلام وقل له: تقضي بين الناس بأمارة أنك كنت في الحبس بالعراق فقمت من الليل فعثرت، فنكبت إصبعك، فدعوت بذلك الدعاء، فخليت من الغد ".
فقال له الحارث: صدقت وأرجو أن تكون بريئا مما يقال فيك، هذا شيء ما اطلع عليه أحد إلا الله عز وجل.
فقال له: فالدعاء ما هو؟ قال: قلت: «يا صاحبي عند كل شدة، ويا غياثي عند كل كربة، صلي على محمد وعلى آل محمد، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا» .
قال يونس بن عبد الله: وكان من دعاء الحسن حين طلبه الحجاج، فستره الله عنه ونجاه منه: «يا صاحبي عند كل شدة، ويا نجي عند كل كربة، ويا ولي عند كل نعمة، ويا حاضري عند كل غربة، ويا مؤنسي عند كل وحشة، ويا رازقي عند كل حاجة، ويا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، صلي الله عليهم وعلى محمد، وسلم تسليما، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، يا أرحم الراحمين» .