محمد بن موسى بمصر، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: ثنا عبد الله بن ثابت، قال: أسر رجل من أهل بلدنا، فأقاموا مأسورا عشرين سنة، ثم خلصه الله، فجئته فيمن يهنئه، فسألته عن خلاصه، فحدثنا: أنه رأى في المنام ثلاث ليال متواليات من يعلمه هذا الدعاء ويأمره أن يدعو به ويقول له: بهذا الدعاء تخلص إلى بلاد الإسلام إن شاء الله.
قال: فنسيته في الليلتين وحفظته في الثالثة.
قال: والدعاء المذكور: «تحصنت بالحي الذي لا يموت، ورميت كل من أرادني بسوء، بلا حول ولا قوة إلا بالله، وأصبحت في جوار الله الذي لا يرام ولا يستباح، وحمى الله الكريم وذمته التي لا تخفر، واستمسكت بالعروة الوثقى، وتوكلت على الله ربي ورب السموات والأرض، لا إله إلا الله، واتخذت دليلا ما شاء الله، لا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل» .
قال عبد الله بن ثابت: فأخبرني أنه دعا بهذا الدعاء في الليل، ثم صلى الصبح ودعا به، وخرج من سجن القسطنطينية يحمل خرجه على كتفه، فقال له السجان: من هذا؟ قال له: أنا.
فلم يزد على ذلك وخرج من المدينة فلحقته خيل تركض فقالوا له: كيف أخذ الأسير الذي هرب من سجن الملك؟ .
فأومأ لهم إلى طريق عن يساره، ومضى حتى وصل إلى بلاد الإسلام.
والحمد لله كثيرا.